اولا بسم الله ثانيا انا اواجه مشكله .... وهي انا اساسا كنت بالاول متزوجه وتطلقت على غير اقتناع وندمت وجتني صدمه نفسيه وخلعته بسبب مشكله صغيره وكبرت وما تراجعت عن الخلع الا بالاخير ..
فقال ابوي خلاص ماينفع رفعناها للمحكمه ..وتطلقت وندمت جلست خمس سنين اعاني من الم نفسي وصدمه نفسيه لا اتكلم ولا اشرب ولا اكل وما نام زين وحزن المهم تقدم لي ولد عمتي ومش مقتنعه فيه كل ارفضه الحين هالسنه هاذي السادسه اقنعوني فيه اهلي وبعد الحاح مستمر ملكت.
وقد استخرت وتعبت نفسيتي .وملكت بعدها ...والحين اشوفه مشش نفس المواصفات اللي ابيها ..احسه مرجوج ...
وانا احب الثقيل ...رغم انه حنون كثيييييير وماكان يصلي قبل بس قبل خطبته لي صار يصلي وقطع الدخان له 4 سنين ..بس عنده اكثر من شريحه وانا تعبانه نفسيا بالاصل ...فلاجا بالليل اشك فيه بصراحه
ومااقدر انام واذا ماتصل احسه مع غيري ... تعبانه انا والله وغير انه معي صدمه نفسيه يعني صرت مش واثقه من نفسي في اي شي ومااحس بالامان رغم اني مالي سوالف تعترض رضا الرحمن واني معلمه دين ...
أنا بصراحه اتمني المتدين ...بس يقولي انتظري حبه حبه ،، واتمني العقل المنطقي ..والاسلوب الجاد
هذا لا ...هو يقولي تبين اصير رسمي بصير ..انا تعبانه وابي شخص كامل من ناحيه الدين ...عشان اطمئن ..هذا يصلي ومايدخن ..
بس له سوالف بنات اكيد .. انا مش متقبله وضعي وغير انه تقدم لي في اخر خطبتي ولد خالتي وانا مخطوبه لهذا ... فاقد وافقت لان خطبه الغير على الغير حرام فاملكت وجلست اقارن ...تعبت والله مادر ي هل انا جايبه التعب لنفسي .. ام فعلا انا في وضع متعب ...؟
بصراحه كل ماشفت شخص ملتحي متدين دمعت عيني
كان نفسي كذا .. ماالحل مع وضعي هو يقولي اذا انت مش مقتنعه للآن خلاص نفك قبل اي اجراء اسويه ..وانا قد تطلقت قبل احسها صعبه ..وقال بيغير شرايحه
ولا عنده اشتياق ..لايعه كبدي من وضعي ...تعبانه انا..
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد.
ابنتي الحبيبة.. نرحب بكِ علي صفحات موقعنا المتميز المستشار، و يسعدنا تواجدكِ معنا، فأنتي بين أهلكِ وأحباءكِ، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكِ الإخلاص في القول والعمل.
من أهم و أخطر القرارات التي يتخذها الإنسان في حياته قرار الزواج، لأن اختياره سيترتب عليه من يصاحبه في هذه الرحلة الحياتية الممتدة بإذن الله تعالي باقي العمر.
فشريك الحياة لابد أن تتوفر فيه من الصفات والسمات والأخلاق والطباع ما يبشر بحياة مستقرة هادئة مثمرة تكون الأرضية الخصبة للإنتاج و الإبداع وإعمار الأرض بالذرية الصالحة في ظل طاعة الله ومرضاته.
ولأن شريكي الحياة مختلفان، لابد أن يحدث بينهما بعض اختلاف وجهات النظر و الرؤى و بعض المشاكل، فهما قد أتيا من أسرتين مختلفتين و من بيئتين مختلفتين، فما يحبه أحدهما قد يكرهه شريكه والعكس صحيح.
وما قد ألفه وأعتاد عليه، ربما ينفر منه شريكه، هكذا الحياة، ولهذا لابد لاستمرار الحياة الزوجية وصمودها أمام متقلبات الحياة أن يتسم طرفيها بقدر من المرونة وتقبل الآخر، بل لابد من التنازل و التضحية والتغافل والتغافر حتى تستمر سفينة الحياة.
ومن أخطر ما يواجه الحياة الزوجية العناد، فالعناد يجعل أحد الزوجين متشبثا برأيه وعلي استعداد تام للإطاحة بالحياة الزوجية برمتها من أجل كلمة صغيرة أو تصرف قد يساء فهمه دون أن يقدم حسن النية أو شيء من التغاضي عن الهفوات أو الزلات...
وهذا ما حدث معكِ – ابنتي الكريمة – فكما ذكرتِ أنكِ تقدمتِ بطلب الخلع من زوجكِ لسبب تافه (خلعته بسبب مشكلة صغيرة) .
كما ذكرتُ لكِ سابقا أن الحياة الزوجية لا ولن تخلو من المشاكل، ولكن العناد قد تملك فكركِ وعقلكِ ولم تحاولي أن توأدي هذه الشرارة المتوهجة في بدايتها أو تلقي عليها الماء البارد حتى لا يزداد اشتعالها، ولكن المشكلة كما ذكرتِ (كبرت).
بل قد زين لكِ الشيطان – الذي منتهي أمله أن يفرق بين المرء و زوجه – حتى دفعكِ دفعا لطلب الخلع من زوجكِ، والغريب أنكِ لم تكوني علي اقتناع بأن هناك سببا من أجله تطلبين الخلع ( تطلقت على غير اقتناع).
بل حين لاحت لك فكرة التراجع عن طلب الخلع، لم يبادر أبيكِ بسحب هذه القضية ويحاول الإصلاح بينكِ وبين زوجكِ، تشبث هو الآخر برأيه (قال أبوي خلاص ما ينفع رفعناها للمحكمة)، فماذا كانت النتيجة بعدما حققتِ ما تريدين، وبعد أن هدأ غضبكِ وخمدت ثورتكِ؟ (ندمت جلست خمس سنين أعاني من الم نفسي وصدمة نفسية لا أتكلم ولا أشرب ولا آكل وما أنام زين وحزن)!!
ابنتي الحبيبة.. قدر الله وما شاء فعل، فهذا أمر قد كتبه الله عليكِ، ولكن ليس معني ذلك أنكِ لم تكوني سببا مباشرا لما حدث، ولكن المهم أن تأخذي الدرس والعبرة مما حدث، ولتبدئي حياتكِ بفهم صحيح للزواج، فهو وإن كان أمرا مطلوبا، إلا أن ديننا الحنيف قد وضع لنا قوانين و أوصانا بحسن الاختيار حتى يحقق الزواج هدفه من الرحمة والمودة والسكن التي تضمن الحياة السعيدة المستقرة.
ابنتي المؤمنة.. بعد هذه السنوات الصعبة التي مرت عليكِ لابد لكِ حين التفكير في الزواج مرة ثانية أن يكون قراركِ مبنيا علي قناعة بحسن الاختيار، فلا يمكن أبدا أن تتنازلي عن شرطين أساسيين في المتقدم للزواج منكِ وهما الدين والخلق، فدين الخاطب يمكن تقديره من أداءه للعبادات وعلي رأسها الصلاة.
كما أن دينه يقتضيه أن يتعامل معكِ بالمعروف وتكون عشرته طيبة، و خلقه يضمن لكِ تعامله بالحسنى دون أن يكون فظا غليظ القول أو سيء الخلق. والخاطب الذي تقدم إليكِ وهو ابن عمتكِ لم تكوني علي قناعة به (مش مقتنعة فيه).
ولكن بعد إلحاح من أهلكِ تقبلتِ هذا الأمر علي مضض وبسبب هذه الموافقة (تعبت نفسيتي)، وكأنكِ قد قبلتيه إرضاء لأهلكِ فقط، وهذا الأمر مؤشر خطير علي عدم اقتناعكِ به، فهو لم تتوافر فيه الصفات التي تنشدينها في زوج المستقبل(الحين أشوفه مش نفس المواصفات اللي أبيها) فهو كما ذكرتِ ( مرجوج).
ورغم أنني لم أفهم ما تقصدينه، إلا أنني قد استنتجت أنك تقصدين أنه خفيف أو أنه لا يملأ عينيكِ كرجل مكتمل الرجولة يعي مسئولية الزواج وقادرا علي تحمل عبء حياة جديدة، كما أنه (ما كان يصلي قبل بس قبل خطبته لي صار يصلي)، وهذا مؤشر جيد يجب متابعته والتأكد من استمراره، كما أنه (قطع الدخان له 4 سنين).
وهذا أيضا مؤشر ايجابي علي تقبله للتغيير وحرصه علي الالتزام. ثم ذكرت أنه (عنده أكثر من شريحة)، مما يجعلكِ ( أشك فيه – إذا ما اتصل أحسه مع غيري – ما أحس بالأمان)، فالشك وحده إذا تملك الإنسان دمر عليه حياته، لهذا أنصحكِ ابنتي الحبيبة بالتريث قليلا في أمر إتمام زواجكِ والتحري جيدا عن دينه وأخلاقه، فأنتي ما زلتِ علي أعتاب حياة جديدة، إن شعرت بما يشجعكِ علي الإقدام وإتمامها.
فتوكلي علي بركة الله تعالي، و إن وجدتِ ما يثير في نفسكِ الريبة منه، أو لم يحدث لكِ القبول بأن هذا الإنسان هو الإنسان المناسب لك وهو الذي تتمنين أن تكملي معه رحلة حياتكِ، وهو الذي تتقبلينه أن يقود سفينتكِ، فاحذري من الإقدام والإتمام، فالزواج ليس رداء نرتديه ثم نخلعه وقتما نشاء.
فالزواج رحلة العمر ومن حقكِ أن تتحري ما تتمنين ( أتمني المتدين – أتمني العقل المنطقي و الأسلوب الجاد ) وهذا حقكِ، فلماذا تجلدين نفسكِ كل يوم ( بصراحة كل ما شفت شخص ملتحي متدين دمعت عيني ..كان نفسي كذا).
واحذري من الإقدام علي إتمام زواج وأنتي لم تصلي إلي درجة مناسبة من الاقتناع خوفا من أن يقال أنكِ قد طلقتِ من قبل (أنا قد تطلقت قبل أحسها صعبة)، فهذه حياتكِ وأنتي بعد تجربتكِ السابقة أكثر من يحدد الصفات التي لا يمكنكِ التنازل عنها، والصفات التي يمكن أن يتم التفاوض بشأنها والتي يمكنكِ التنازل عنها.
احضري ورقة و قلم وخططي الورقة نصفين، اكتبي الصفات التي تؤكدي عليها في زوج المستقبل والتي هي موجودة بالفعل في خطيبكِ، ثم اكتبي الصفات السلبية التي يمكنكِ تقبلها في خطيبكِ ويمكنك التعايش معها دون محاولة منكِ لتغييرها لأن تغيير الطباع ربما يكون صعبا ومستحيلا، فإن وجدت أن خطيبكِ يتمتع بما تؤكدين عليه في صفات زوج المستقبل فتوكلي علي الله.
وإن كانت صفاته السلبية غير قادرة علي تحملها والتعايش معها و مقابلتها بالصفح والعفو والتضحية، فاحذري أن تقدمي علي زواج وأنتي تتوقعين فشله من الآن.
أنصحكِ باستشارة أصحاب العقل والحكمة من غير الأهل ولتكن أخت مخلصة ذات عقل وحكمة، واستخيري الله في كل شأنكِ.
وفي الختام.. أدعو الله سبحانه وتعالي أن يهديكِ لما فيه الخير وأن يرزقكِ الزوج الصالح الذي يقر عينيكِ ويجعل حياتكِ سعيدة مستقرة ويرزقكِ الرضا ونحن في انتظار جديد أخباركِ فطمئنينا عليكِ.
الكاتب: أ.د. سميحة محمود غريب
المصدر: موقع المستشار